اعتزال الناس راحه ما بعدها راحه,
سئمت من الناس واحاديثهم و وتسلطهم و تدخلهم فى شئون الآخرين ,
سئمت الروتين و الشكليات المتعجرفه التى لا فائدة منها سوى تنغيص حياة البشر وتحميلهم اعباء فوق اعبائهم
ان تحول الانسان الى شئ مادى روتينى يجعل من وجوده شقاء وتعذيبا له
وهناك اناس حاولوا ان يتغلبوا على العزله بوسائل عده كالمعرفه والحياه الجنسيه والحب والصداقه
والحياه الاجتماعيه والفن ليتحاشوا النظره الاجتماعيه للمنعزلين
الا انه من الخطأ اعتبار العزله نزعه انعزاليه وانما على
العكس من ذلك لا توجد عزله الا وكان وجود الذات الاخرى والانا الاخرى مرادفا للعالم المجرد الموضوعى
والانا لا تعانى عزلتها داخل نفسها مثلما تعانيها وسط الاخرين وسط عالم مجرد والعزله المطلقه لا يمكن تصورها
بل من الضرورى ان تكون مقترنه دائما بوجود الغير والذات الاخرى , والعزله المطلقه مرادفه للجحيم وللعدم
ولا يمكن تصورها الا عن طريق السلب والعزله النسبيه تقتضى العجز والسلب ولكن لها ايضا جانب ايجابى حين تعلق
على ماهو مألوف ونوعى وعلى العالم الموضوعى فهى تمثل حينئذ حاله عليا من حالات الانا .
وحينما تتجرد الانا من العالم المألوف للحياه اليوميه تشتاق الى وجود اكثر عمقا واشد اصاله
وتتردد بين عزلتها وبين حياة المجتمع اليوميه
فالانسان لا يدرك شخصيته واصالته وتفرده وتميزه عن كل شخص وعن كل شئ الا عندما يكون وحيدا
والا عندما يستبد به ذلك الشعور الحزين الكئيب بانعزاله
فالشعور بالعزله ينبثق من محاولة الانسان تنمية شخصيته بغض النظر عن حياة النوع الانسانى
وللاجابه على سؤال (من انا)على الانسان ان ينزع عن نفسه الغطاء الاجتماعى
و كما قال غينييه : ان كل انسان بعينه هو عالم متكامل , يولد ويموت معه , ان على كل شاهد قبر قصة عالم كامل
لذلك لا عجب ان الحكيم او الراهب دائما ما يعتزل الناس و يعيش فى مكان نائى
لكن لا تجعل درجة الانفصال الحادثه تكون عن الله والعالم الالهى وانما عن الروتين الاجتماعى وهذا الانفصال
مرحله من مراحل نمو الانسان الروحى
فان فكرة العزله تفترض دائما الحاجه و اللهفه الى الاتصال الروحى
كتب الموضوع :
كتاب "البحث عن الذات" للعالم ايغور كون :
http://adf.ly/XedRc
كتاب "العزله و المجتمع" للفيلسوف نيقولاى برديائيف :
http://adf.ly/XefL6
كتب للثقافه العامه :
كتاب "الطوطم و التابو" للالم سيجموند فرويد :
http://adf.ly/Xeg8X
رواية "مائة عام من العزله " للمؤلف جابرييل غارسيا ماكيز :
http://adf.ly/XegrO
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق